الأحد، 14 أكتوبر 2012

هذا ماشاهدته ليلة النيران الصديقة

صورة من  أمام المستشفى العسكري من تصوير صديقي @ahmedbah
     
عند تمام الساعة الثامنة من مساء يوم أمس "السبت 13-10-2012 " إتصلت بصديقي عبد الفتاح ولد حبيب ففاجأني وقال لي  هل سمعت أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز اطلق عليه الرصاص؟.. أنهيت المكالمة وغيرت وجهتي من وسط العاصمة إلى المستشفى العسكري في مقاطعة" لكصر" حيث يرقد الجنرال .
وعند وصولي لاحظت تجمهرا قليلا في محيط المستشفى ووجود ضعيف للأمن تمثل أساسا في فرق من مراقبة المرور وبعض العساكر مع مدرعاتهم ...وعند تغلغلي في المتواجدين لاحظت أنهم مكونين من أقارب الرئيس وقليل من مجموعتة القبلية والصحفيون وأعوان الأمن  وبعض سكان الحارة التي فيها المستشفى .
كان الجو عاديا البعض يضحك بقهقهة والبعض عليه بعض الأسى لكن الكل يطرح السؤال التالي مالذي حدث ؟
وبعد ساعة جاء رد وزير الاعلام الذي قال أن الجنرال أصيب بنيران صديقة ذالك التصريح  الذي تلقاه المحتشدون قرب المستشفى العسكري بالامتعاض والتنكيت...ومع مرور الوقت بدأت الأمور تتغير فالكل طرح سيناريوهه  الذي يعجبه الى أن وصلوا إلى ان الأمر مجرد محاولة لإزاحة الجنرال عن الحكم لكن بطريقة جديدة على موريتانيا وهي "الاغتيالات"...وتحدث اَخرون أن الأمر مجرد إنتقام إلاهي من الجنرال لكونه لم يعاقب إبنه "بدر"على إطلاق الرصاص على المواطنة الموريتانية "رجاء"
فقال بعضهم ان الجنرال لوكان فيه رمق لخرج وقام بمسرحية "قذافية" وخطب في الناس وتوعد من أصابوه وحاول استدرار عطف الشعب ... فقطعا الجنرال مصاب إصابة خطيرة تجعله خائر القوى ...
و قال اَخرون أن الجنرال ينزف وأنه بانتظار أن يوقف عنه النزيف حتى ينقل إلى فرنسا وهو الأمر الذي حدث لاحقا.
أيضا أثناء تواجدي أمام المستشفى لاحظت خروج ودخول العديد من الجنرالات بعضهم في زي مدني " الدراعة " وبعضهم في زيه العسكري أيضا لاحظت تواجد مدير الأمن السابق ولد الهادي الذي عزله الجنرال من منصبه .
 جاء أيضا العديد من المسؤولين من وزراء ومستشارين ولكنهم حسب مصادر من داخل المستشفى لم يستطيعوا الدخول إلى الجنرال فقط اكتفوا بالدخول إلى الساحة العامة له .
و قال لي أحد عناصر الحرس الرئاسي وجدته خارجاً أنه شاهد الجنرال مضرجا بالدماء وأن الإصابة في منطقة البطن .
 تجولت كذلك في نواكشوط وخاصة منطقة المستشفى العسكري وتفاجأت أنه لاوجود لمظاهر الأمن وهنا يجب التنويه أنه في الايام الماضية كان نواكشوط  عبارة عن ثكنة أمنية ...فالكلاب البوليسية تنتشر في الليل كذالك عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب والمواطنون كانوا يفتشون باستمرار وهذا كله إختفى ليلة إطلاق النار على الجنرال ...وهو ما علق عليه احد الحاضرين أمام المستشفى قائلاً:
 كأن من يرقد هنا ومن أصيب اليوم هو طفل مصاب بالحمى وليس رئيس دولة فالشعب لم يحضر ليعرف ماذا حدث... الأمن غائب كأن شيء لم يحدث أم أن من يحكمون فرحون بالحادثة .
وفي صباح يوم الأحد قدم بعض مرضى الكلى من أجل التصفية إلا أنه تم منعهم من دخول المستشفى من   طرف عناصر الأمن .
وعند تمام الساعة الثامنة  صباح يوم الأحد غادرت المستشفى لأسمع بعد ساعة  أن الجنرال غادر إلى باريس لإستكمال علاجه  .

هناك تعليق واحد: