الاثنين، 28 مايو 2012

نواكشوط -تجكجة :ظلم وألم (رحلة )


صورة من "ابي تلميت "بعدستي 

انطلقت صباح يوم الخميس  25-5-2012 في رحلة الى ولاية تكانت...رحلة متعددة الاغراض والاهداف منها الاستكشاف والتغيير والتوثيق...انطلقت رفقة مجموعة من الرفاق الذين يجمعني بهم هدف إسقاط النظام العسكري في موريتانيا .
كانت رفقتي هادئة طوال الرحلة منشغلون بأورادهم وتأملاتهم لذالك وجدت فرصة للتأمل والتفكير .
وما إن خرجنا من نواكشوط و أصبحنا على طريق الأمل حتى تذكرت قصة المواطن الموريتاني الذي جاء للوطن أول مرة بعد ان قضى عمره في إحدى دول الخليج ...وعندما قرر ان يذهب الى اهله في أحدى المدن الواقعة على طريق الأمل عدل عن قرار فور وصوله الى طريق الأمل  ورجع ادراجه ورفض أن يسافر عن طريقه وقال :"هذا ليس طريق أمل بل خيط هلاك وقطعه انتحار" .
هذه القصة لا تفارقني لا ن بها بعض الحق فكثيرا من شباب المدن الواقعة على هذا الطريق قضوا نحبهم بسبب خطورته .
حتى أنني وللمصادفة وانا أتذكر قصة الشاب كادت تحدث امام عيني كارثة أخرى حيث ارتطمت مؤخرة سيارة" مرسيدس 190 "بمقدمة إحدى شاحنات البضائع لكن الحمد لله مرت الحادثة بخير ولم يصب أحد بأذى .
الذهاب :
بعد وصولنا لمدينة" أبي تلميت "ذكرني وضع المدينة بالظلم الواقع في موريتانيا فالمدينة لم يتغير فيها أي شي طريق واحد منذ عشرات السنين لا تنمية والعطش يهدد حياة الناس .
رغم ما لهذه المدينة من تاريخ مشرف وإسهام كبير في نشأة موريتانيا  ودور لنخبها في بناء موريتانيا  .
صورة من مدينة "ألأك" بعدستي
وفي مدينة ألاك أخذنا استراحة عند أحد مطاعم المدينة كانت الاستراحة بمثابة الاستكشاف فمع دخولنا أخبرتنا صاحبة المطعم بأن المعارضة  تنوي  تنظيم نشاط من أجل إسقاط النظام وانها لو علمت به قبل أيام لسافرت لتحضره .
وعندما سألنها لماذا قالت نحن جياع فخنشة الارز ب 13000ألف أوقية بعد أن كانت قبل حكم هذا الجنرال ب6000أوقية هذا النظام يجوعنا .
وتحدثت لنا عن شقيقها الذي  يستشيط غضبا عند ذكر اسم الجنرال بجانبه حيث يقول أنه لو كان بالموريتانيين دماء لخلعوه ...أيضا حدثتنا عن زيارة الجنرال لمدينتها وكيف انها رفضت هي وزملائها أصحاب المطاعم أن يضعوا صورالجنرال بعد أن طلب منهم ذالك وقالت كيف ندعم من يجوعنا .
وبعد التوقف انطلاقنا نحو الهدف وهو ولاية "تكانت "وخلال سيرنا ذكرتني الانابيب المرمية على جنبات الطريق بين مدينتي ألاك و"مقطع لجحار" بنكبة الأخيرة وفجر النظام .
بعض الانابيب على طريق مقطع لحجار -الاك "بعدستي
ذكرتني بجريمة الجنرال وقتله حلم سكان المدينة في المياه الصالحة للشرب ...ذكرتني بقصة مشروع ماء "مقطع لحجار" وكيف أن الجنرال أفشل التمويل المقدم من الحكومة الاسبانية   الذي حصل عليه الرئيس  سيدي ولد الشيخ عبد الله قبل الاطاحة به من قبل الجنرال نكاية في الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وحتى لا يحسب له ذالك المشروع.
حيث طلب بواسطة  حكومته وعلى على لسان وزيرة الخارجية آنذاك" الناه بنت مكناس"،تحويل المبلغ المخصص لمشروع تزويد مقطع لحجار بالمياه الصالحة للشرب الى مشروع آخر.
ومازلت مقطع لحجار تدفع ثمن حقد الجنرال على الشعب الموريتاني.
قصة العطش لم تنتهي عند مقع لحجار فعند كيلومترات قليلة من مدخل مدينة المجرية اوقفتنا  عجوز مع صبية تطلب المياه وعندما لبينا طلبها حدثتنا عن العطش عن الجوع عن الظلم .
وواصلنا سيرنا ووصلنا مدينة المجرية التي كان سكانها ومعناتهم من ظلم النظام والطبيعة بانتظارنا حدثونا عن العطش أيضا .
صورة من مهرجان مدينة "تجكجة"بعدستي 
وانطلقنا الى تجكجة حيث اكبر المدن والتي بها ستكون خاتمة رحلة الذهاب والتي كان سكانها ينتظروننا بشغف من اجل ان يعلنوا حنقهم من النظام وظلمه  .
حيث حضروا بكثافة للمهرجان الذي نظمته المعارضة هناك ...فقد رفضوا ما عرضه عليهم النظام من قمح وحبوب أثناء المهرجان رغم حاجتهم وفضلوا التعبير عن غضبهم من النظام ... فقد استقبلوا وفد المعارضة كالفاتحين استقبلوهم بالخيول والزغاريد والشعارات المناهضة للنظام.


.
صورة من استقبال تجكجة للمعارضة "بعدستي "

العودة :
يسقط حكم العسكر على صخور "أشتف"
لا نني قطعت "أشتف" ذهابا في الليل لم ألحظ التغيير الذي طرأ عليه ومع عودتي سرتني كتابة رفاقي من حركة 25 فبراير عليه حيث كبتوا شعارتنا التي جمعتنا مثل "يسقط يسقط حكم العسكر ".
وكذالك لم أرى مدينة" النبيكة" الجميلة الحالمة إلا في رحلة العدوة تلك المدينة التي حافظت  على جمالها رغم الجفاف والقحط .
وفي التوقف الذي قمنا به في مدينة" شكار" عند عودتنا  سمعت معاناة الناس مع الجفاف وإجحاف خطة أمل حيث قال لي الرجل الطيب الذي كان يستضيفنا مشكلة خطة امل :"أنها بإشراف العمد  والحكام و ؤلائك يملكون البقر وأقاربهم أيضا يملكونها لذالك لا مكان لنا نحن الفقراء في هذه الخطة فحيواناتنا مصيرها الهلاك فالجفاف متصاعد والنظام مستهتر "
من خلال هذه الرحلة اكتشفت أن مواطني الداخل يعانون من إتفاق  غير مبرمج بين الطبيعة والنظام حيث تفاقم قساوة الطبيعة ظلم النظام .
طوال الرحلة لم تتوقف عناصر الشرطة والدرك عن سؤالنا عن انتماءاتنا السياسي وعن اهداف سفرنا ...وكان ردنا واحد وهو إسقاط نظام الجنرال .
و لم تفارق مخيلتي  صورة الحيوانات النافقة واحاديث الناس عن الظلم وشكاواهم من النظام .
لذالك طبقت نصيحة قالها لي أحد الرفاق الذي كان معي الرحلة حيث قال لي أن افضل ساعات إجابة الدعوة هو وقت ٌالسفر "المباح "لذالك دعوت لهم الله أن يجعلهم يثوروا ضد هذا النظام ويأخذوا حقوقهم منه .
أحمد ولد جدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق